شروط أوروبية لإيران: وقف التخصيب والأنشطة الباليستية وقطع التعاون مع حلفائها
صورة عبر الأقمار الصناعية لمنشأة "فوردو" النووية في إيران. 8 يناير 2020 - AFP
قالت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق"، إن دول "الترويكا الأوروبية" التي تخوض محادثات مع إيران في جنيف، الجمعة، تهدف بالتنسيق مع الولايات المتحدة إلى وقف البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانيين، وتعتبرهما "تهديداً لإسرائيل وأوروبا على السواء".
وأضافت المصادر أن الشروط الأوروبية لطهران، تضمنت 4 نقاط تشمل استئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع المواقع الإيرانية لضمان إنهاء التخصيب، ومراقبة الأنشطة الباليستية الإيرانية لأنها تمثل خطراً على إسرائيل.
وذكرت المصادر أن الشروط الأوروبية تضمنت أيضاً وقف التعاون بين إيران وحلفائها الإقليميين، بالإضافة لوقف التعاون العسكري مع روسيا.
وجاء المقترح الأوروبي في المفاوضات ليتطابق مع الموقفين الأميركي والإسرائيلي، إذ دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإيرانيين إلى "استسلام غير مشروط"، وتطالب تل أبيب بإنهاء البرنامج النووي الإيراني وبرنامج طهران للصواريخ الباليستية.
وفي وقت سابق الجمعة، نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن 4 مسؤولين القول إن المحادثات بين الوفدين في جنيف تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وبحسب المسؤولين الذي لم تكشف عنهم الصحيفة، فإن هذه الجولة من المحادثات تمثل "محاولة لانتزاع تنازلات أكبر من إيران وإيجاد مخرج من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضربها".
وذكر المسؤولون أن المحادثات مع طهران ستطرح مطلب واشنطن بعدم تخصيب طهران لليورانيوم مطلقاً.
كما أفاد مسؤول أوروبي آخر بأن الجانب الأوروبي سيسعى للتوصل لاتفاق مع إيران مقابل "بقاء النظام الإيراني"، بحسب الصحيفة.
ونقلت شبكة CNN عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله، الجمعة، إن المحادثات بين الوفدين الإيراني والأوروبي التي تجري حالياً في جنيف استمرت 90 دقيقة قبل أن يأخذ الجانبان استراحة.
وقال المصدر الدبلوماسي إن أعضاء الوفدين يجريان، كل على حده، مشاورات في غرف منفصلة قبل الاستئناف المتوقع للمحادثات.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، أن إيران تلقت طلباً من الترويكا الأوروبية، التي تضم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لعقد لقاء تشاوري مشترك اليوم.
وفي أول مفاوضات منذ اندلاع حرب إيران وإسرائيل، التقى وزراء خارجية أوروبيون بعراقجي، الجمعة، بهدف إيجاد مسار للعودة إلى الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة المشاركة في القصف الجوي الإسرائيلي على إيران.
وتحدث وزراء "الترويكا الأوروبية"، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع عراقجي هذا الأسبوع، كما أنهم ينسقون مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وفي مكالمة نادرة، أكدوا لعراقجي على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب المزيد من التصعيد. وبناء على اقتراح إيران، وافق الجانبان على الاجتماع وجهاً لوجه.
وتعقد المحادثات في جنيف، حيث جرى التوصل في 2013 إلى اتفاق مبدئي بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات قبل التوصل إلى اتفاق شامل في 2015.
وتأتي المحادثات بعد انهيار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة عندما أطلقت إسرائيل ما أسمتها عملية "الأسد الصاعد" واستهدفت منشآت نووية وقدرات صنع صواريخ باليستية في إيران في 13 يونيو.
وقال دبلوماسي أوروبي في وقت سابق الخميس: "لا يستطيع الإيرانيون الجلوس مع الأميركيين بينما نستطيع نحن.. سنقول لهم أن يعودوا إلى الطاولة لمناقشة القضية النووية قبل (وقوع) السيناريو الأسوأ، وسنتطرق إلى مخاوفنا بشأن صواريخها الباليستية ودعمها لروسيا واحتجازها لمواطنينا".