تقرير عسكري دولي يكشف كيف عززت طهران من القدرات العسكرية للحوثيين

كشف تقرير عسكري دولي، كيف عززت طهران من القدرات العسكرية لاذرعها في اليمن "مليشيا الحوثي" -منذ سيطرة الأخيرة على العاصمة اليمنية صنعاء أواخر العام 2014م- عبر سفن الشحن التابعة لها، التي ترسو قبالة سواحل اليمن وإريتريا من سنوات.

وأوضح مركز اوريكس الدولي للدراسات العسكرية، في تقرير حديث بعنوان "البحرية الحوثية.. خطر داهم"، كيف سعت إيران إلى زيادة تعزيز القدرات البحرية للحوثيين، ما سهل لهم عملية اعتراض سفن شحن قوات التحالف قبالة ساحل البحر الأحمر.

وأكد التقرير، أن إيران، وفرت صواريخ مضادة للسفن إضافية وإنشاء منصات إطلاق على الشاحنات يمكن إخفاؤها بسهولة بعد الإطلاق.

كما قامت إيران، بحسب التقرير، بإرساء سفينة استخبارات سافيز "متنكرة في شكل سفينة شحن عادية" قبالة سواحل إريتريا، وزوّدت الحوثيين بمعلومات وبيانات محدثة عن تحركات سفن التحالف.

ولفت التقرير إلى أن السفينة الإيرانية الاستخباراتية "سافيز" قامت بهذا الدور حتى تضررت في هجوم لغم إسرائيلي في أبريل 2021، ليتم استبدالها باخرى تعرف باسم بهشاد، وهي الأخرى "متنكرة في شكل سفينة شحن عادية" سعياً في إخفاء هدفها الحقيقي.

ووفقا للتقرير، تمكنت مليشيا الحوثي بمساعدة مهندسين إيرانيين، من تحويل عدد من زوارق الدوريات التي يبلغ طولها 10 أمتار إلى زوارق متفجرة انتحارية.

وأفاد أن أحد هذه الزوارق استخدم لضرب الفرقاطة السعودية المدينة المنورة في عام 2017. في حين تم إنشاء ثلاثة تصميمات أخرى من هذه الزوارق الانتحارية في السنوات التي تلت ذلك، وهي Tawfan-1 وTawfan-2 وTawfan-3.

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين وبمساعدة إيرانية تمكنوا من استحداث حوالي 15 نوعا من الألغام البحرية، وقاموا بنشرها بشكل متزايد في البحر الأحمر على الرغم من أنها لم تحقق أي نجاحات "ضد السفن البحرية".
وعن القوة الصاروخية للحوثيين، يؤكد التقرير انها حظيت باهتمام ودعم ايراني كبير، حيث سلمت لهم طهران صواريخ "نور" بمدى 120 كم، وهذه ليست الصواريخ الوحيدة، حيث قدمت اخرى بينها صواريخ ما يسمى بخليج فارس ومداها 300 كم، فجر 4CL وصواريخ البحر الأحمر المضادة للسفن، علاوة على أخرى بمدى 200كم.

وأكد المركز في تقريره العسكري، أنه بالرغم من أن الهجمات البحرية الحوثية أظهرت أن قدراتهم على تهديد السفن في البحار المحيطة باليمن لا تزال محدودة، إلا أن ما تشكله هذه الجماعة الارهابية من خطر منذ ذلك الحين تطور بشكل كبير، فهي الآن مسلحة بأنواع عدة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والتي يصعب اعتراضها، وفقا لتأكيد المركز وهو ما تؤكده العديد من التقارير العسكرية والاستخباراتية الدولية.

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين ألمحوا إلى استخدام ترسانتهم الواسعة من الذخائر المتسكعة ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر، مما يعكس التكتيكات الإيرانية الأخيرة في الخليج العربي.

وبالرغم من أن الصراع اليمني قد اختفى تقريبا من عناوين الأخبار الدولية، تستمر ديناميكياته في التطور مع نمو القدرات العسكرية للحوثيين. وإذا تم التقليل من شأنها، حينها سنرى الصراع يتصدر العناوين الرئيسة.

واستغرب مراقبون من الصمت الدولي تجاه التدخل الإيراني المباشر في الشأن اليمني عبر أذرعه في البلاد "كمليشيا الحوثي"، وتعزيز قدراتهم العسكرية واللوجستية، وتسخيرها في إفشال الاستقرار المحلي والتهديد الدولي.