قراءة إسرائيلية لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح ومستقبل وقدرات "حزب الله"
تطرق مقال صحافي إسرائيلي إلى قرار حكومة لبنان بتكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة بحدود نهاية العام الحالي، معتبرا أن جذور "حزب الله" عميقة جدا ولا يمكن إزالتها بلمسة يد.
وفي مقال "رأي" بعنوان: "هل لبنان في طريقه إلى الديمقراطية أم أن الأمر مجرد قناع سياسي جديد؟"، نشرته صحيفة "معاريف" للصحافي الإسرائيلي عيدان ماراش جاء أن "منذ اغتيال نصر الله (أمين عام "حزب الله" اللبناني الراحل حسن نصر الله) وعملية "البيجر"، يشهد لبنان تغيّرات سياسية كبيرة، لكن حزب الله لا يزال يؤثر بقوة. ورغم إعلان الرئيس الجديد نيته "تفكيك التنظيم"، إلا أن جذوره العميقة تستدعي الحذر"، وفقا لقوله.
وأشار ماراش إلى أنه "في الأشهر التي تلت عملية "البيجر" التاريخية واغتيال نصر الله، نشهد تحركات سياسية دراماتيكية في لبنان، ويتساءل البعض عما إذا كانت هذه التطورات ستقود إلى تغيير جوهري في نظام الحكم في البلاد؟"
ورأى الصحافي الإسرائيلي أن "السلطة الفعلية في لبنان، عسكريا وسياسيا، كانت على مدى سنوات طويلة بيد تنظيم حزب الله. في عامي 1998-1999 كان حزب الله لا يزال لاعبا ضعيفاً نسبيا على الساحة اللبنانية، لكنه خلال العقد التالي تعززت مواقعه بشكل ملحوظ، جزئيا بسبب انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000".
وتابع عيدان ماراش في مقاله: "في عام 2006، مباشرة بعد الحرب اللبنانية الثانية، قال نصرالله إنه لو كان يعلم ما ستكون عليه نتائج الحرب، لما خاضها، لكن من المحتمل أن تكون هذه التصريحات موجهة لتهدئة الغرب".
واعتبر ماراش أنه "بعد الانتخابات اللبنانية عام 2018، سيطر حزب الله على حقائب وزارية كبيرة الميزانية، وتحكم في بنوك محلية وشركات مدنية داخل لبنان وخارجه، كما ازدادت قوته العسكرية، وعندما تم توقيع اتفاق الحدود البحرية بين حكومة بينيت-لابيد والحكومة اللبنانية عام 2022، كان حزب الله هو من يمسك فعلياً بزمام الحكم في لبنان"، لافتا إلى أن هذا الأمر "خلق وضعا متناقضا، حيث تصر إسرائيل على أن حزب الله تنظيم إرهابي، وفي الوقت ذاته توقع اتفاقا مع حكومة تحت سيطرة التنظيم عمليا".
وورد في المقال أنه "في حرب "السيوف الحديدية"، أطلق حزب الله نحو 9,000 قذيفة مختلفة على إسرائيل، فيما كانت نقاط التحول الدراماتيكية التي أدت إلى هزيمة التنظيم في الحرب هي عملية "البيجر"، واغتيال نصر الله وكبار قادته".
وأضاف ماراش: "وافق "حزب الله" على وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس جديد للبنان هو جوزيف عون، الذي أعلن رغبته في تفكيك سلاح حزب الله. ومع ذلك، لا يزال حزب الله وأنصاره جزءا من النظام السياسي اللبناني، وإن بدرجة أقل وضوحا. فقد تسلم أشخاص مرتبطون بالحزب إدارة مؤسسات مهمة في الدولة".
وبالنسبة للصحافي الإسرائيلي، فإن "لبنان دولة مفككة، ضعيفة اقتصاديا، ومقسمة على أسس قبلية"، معتبرا أن "لبنان من الناحية الظاهرية، هو دولة ديمقراطية، لكن تاريخها القريب والبعيد يثبت أنها لا تستطيع أن تُعتبر كذلك حتى الآن".
وأردف ماراش في مقاله قائلا: "لا ينبغي أن نعيش في أوهام. قد لا تزال لحزب الله القدرة على إلحاق الضرر بنا، حتى خارج الحدود، من خلال أذرعه الممتدة. ويجب الاستمرار في العمل لقطع الطريق على إعادة تأهيل التنظيم ونشاطاته داخل البلاد وخارجها".
ووفقا له، فإن "السياسة الحالية القائمة على الرد الحازم على كل انتهاك أثبتت نجاحها. وإذا ما نوقشت مستقبلا إمكانية شراكة إقليمية مع لبنان، يجب أن تكون مشروطة برقابة أمنية صارمة وتفكيك كامل لسلاح حزب الله".
وتساءل ماراش: "هل نحن فعلا على أبواب مرحلة جديدة في الشرق الأوسط"، ليضيف قائلا: "ربما. لكن لا ينبغي أن نُخدع: جذور حزب الله عميقة جدا ولا يمكن إزالتها بلمسة يد. علينا أن نظل يقظين ونتصرف وفقا لذلك".
المصدر: "معاريف"