بوتين يعلن إنشاء "منطقة عازلة" على الحدود الأوكرانية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن الجيش الروسي يعمل حالياً على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا، فيما أعلنت كييف وموسكو تسليم قوائم أسرى الحرب ضمن صفقة تبادل مرتقبة.
وأضاف بوتين خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية عبر الفيديو: "لقد قلت أنه تم اتخاذ قرار بشأن إنشاء المنطقة الأمنية العازلة اللازمة على طول الحدود"، مؤكداً أن الجيش الروسي "يعمل حالياً على تنفيذها".
واتهم بوتين القوات الأوكرانية بـ"اختيار أهداف ليس لها أهمية عسكرية"، وقال: "عادةً ما يختار العدو أهدافاً ليس لها أهمية عسكرية، أهداف مدنية، منازل، أشخاص. وأحداث اليوم تؤكد ما قلته للتو".
وذكر أن "الجيش الروسي يستهدف بشدة نقاط إطلاق النار المعادية والعمل مستمر على هذا النحو"، مشدداً على أهمية "إزالة الألغام في المناطق الحدودية"، و"الأكثر أهمية لضمان الأمن".
وأضاف: "هناك مسألة منفصلة، وهي الأهم لضمان الأمن وحماية أرواح الناس وصحتهم، وهي إزالة الألغام من المناطق التي شهدت عمليات عسكرية. إزالة القذائف غير المنفجرة والألغام ومخابئ الأسلحة التي خلفها المسلحون. أكرر، نحن نتحدث عن مقاطعة كورسك، ومقاطعتي بريانسك وبيلجورود، اللتين تعرضتا أيضاً للقصف".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الخميس، أن الدفاعات الجوية أسقطت 105 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية، عشرات منها كانت متجهة نحو موسكو، فيما ذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن أضراراً وقعت في منطقة دنيبروبتروفسك، بعد هجوم لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم.
قوائم الأسرى
وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، أن روسيا سلمت أوكرانيا قائمة تضم ألف أسير حرب تريد استعادتهم في صفقة تبادل مقبلة.
كما ذكر مسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لوكالة "رويترز"، أن بلاده قدمت قائمةً تضم ألف أسير حرب إلى روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن ترأس اجتماع في وقت سابق، الخميس، ضم كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات لمناقشة عملية تبادل الأسرى المقبلة.
وعقد البلدان اجتماعاً في إسطنبول الأسبوع الماضي، هو الأول من نوعه منذ مارس 2022، وأسفر عن اتفاق على تبادل ألف أسير من كل طرف، لكن موسكو رفضت مطلب كييف بالتوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
اتهامات بالمماطلة
وأعلن الكرملين، في أعقاب مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أن كلا الطرفين سيعملان على مذكرة تفاهم حول اتفاق سلام. وأثار هذا الإعلان انتقادات جديدة من أوكرانيا وعواصم أوروبية، تتهم روسيا بالمماطلة والتسويف.
وأبلغ الرئيس الأميركي القادة الأوروبيين في "مكالمة خاصة" الاثنين، بأن الرئيس الروسي غير مستعد لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه يحقق انتصارات، وذلك عقب مكالمته مع الرئيس الروسي، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشة.
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن هذا الإقرار "شكل تأكيداً لما كان القادة الأوروبيون يعتقدونه منذ فترة طويلة بشأن بوتين"، لكنها كانت المرة الأولى التي يسمعونه فيها من ترمب، كما أنه يتناقض مع ما كان الرئيس الأميركي يقوله في العلن بشكل متكرر، وهو اعتقاده بأن "بوتين يريد السلام بصدق".
وفي المقابل، وأشار المتحدث باسم الكرملين، إلى أن تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" يتعارض مع ما تعرفه موسكو،
وقال بيسكوف للصحافيين: "نحن نعلم ما صرّح به ترمب لبوتين. لا نعلم ما الذي قاله ترمب للأوروبيين بعد تلك المكالمة الهاتفية. نحن نعرف البيان الرسمي للرئيس ترمب. وما نعرفه يتعارض مع ما ورد في المقال الذي ذكرته".
وسبق أن عبّر الرئيس الأميركي عن دعمه لفكرة عقد محادثات وقف إطلاق نار بين موسكو وكييف في الفاتيكان، معتبراً أن ذلك سيمنح المفاوضات زخماً إضافياً.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، الثلاثاء، إن البابا ليو أكد لها استعداده لاستضافة الجولة المقبلة من المحادثات.
ولفت بيسكوف، إلى أن روسيا ترحب "باستعداد جميع الأطراف للمساهمة في تسوية سريعة"، لكنه أوضح أن اختيار مكان انعقاد المفاوضات لم يُحدد بعد، مضيفاً أن موسكو لم تتلق أي اقتراح رسمي من الفاتيكان.