العفو الدولية: الدول النافذة لا تتحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة

قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار، الخميس، إن الوضع في غزة مأساوي للغاية "والإبادة الجماعية تبث على الهواء مباشرة"، مضيفة أن "الحكومات النافذة تتقاعس عن استخدام نفوذها لمنع الإبادة والتصدي لها بفاعلية"، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أكثر من شهرين.

وأضافت كالامار على منصة إكس: "هناك أدوات وسبل للرد، من بينها اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل"، التي وصفتها بأنها أداة رئيسية في يد الاتحاد "عليه استخدامها لحماية الفلسطينيين الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة من الإبادة".

وتابعت أنه بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، طلبت هولندا إجراء مراجعة لامتثال إسرائيل للاتفاقية، مُشيرة إلى المادة 2 المتعلقة بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني.

وأضافت كالامار: "على جميع حكومات الاتحاد الأوروبي أن تحذو حذوها. عليها التحرك عاجلاً، وفوراً".
أوروبا تراجع شراكتها مع إسرائيل

ودعت هولندا، الأربعاء، الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة شراكته مع إسرائيل، على خلفية منعها وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلد كامب إن منع إسرائيل للمساعدات ينتهك المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

ووجه فيلد كامب رسالة إلى الممثلةَ العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، لمطالبتها بالتحقيق في ما إذا كانت إسرائيل لا تزال تلتزم بشروط اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وقالت كالاس للصحافيين إن "وزراء خارجية الاتحاد المجتمعين في وارسو، سيناقشون العلاقات بين التكتل وإسرائيل، الخميس، بناء على طلب من وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب".

وانتقد زعماء أوروبيون خطط إسرائيل لتولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، بالاستعانة بشركات خاصة لإيصال الغذاء، وذلك بعد شهرين من منع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات إلى القطاع تماماً.

وقال الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إنه "ينبغي عدم تسييس المساعدات الإنسانية أو عسكرتها"، مردداً بذلك المخاوف التي عبر عنها عدد من القادة، بينهم المستشار الألماني المنتخب حديثاً فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واللذين وصفا الوضع في غزة بأنه "أسوأ ما شهدناه على الإطلاق".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحصار على غزة سيستمر في الوقت الحالي، إلى حين إكمال إخلاء مناطق في شمال القطاع ووسطه من السكان ونقلهم جنوباً، إلى منطقة قرب مدينة رفح في جنوب القطاع.

واحتلت إسرائيل بالفعل ما يقرب من ثلث مساحة القطاع وأخلته من السكان، كما تسببت خطة المساعدات وخطط نقل معظم السكان جنوباً في انتقادات لتل أبيب، التي عبرت عن نيتها احتلال قطاع غزة بالكامل.

بدورها انتقدت وكالات إغاثة خطط إسرائيل لتولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بالاستعانة بشركات خاصة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن "الخطة الإسرائيلية للمساعدات تتناقض مع المطلوب"، كما شكَّكت وكالات إغاثة أخرى أيضاً في الخطة التي لم يطلعوا عليها إلا شفهياً، وفقاً لما ذكره اثنان من مسؤولي الإغاثة لـ"رويترز".