المنتخب المغربي ينتزع نقطة التعادل من كرواتيا بعد مباراة متقاربة المستوى

في مباراة كان بطلها الجمهور المغربي، سجل منتخب "أسود الأطلس" الأربعاء تعادلا سلبيا أمام كرواتيا في مستهل مشواره في كأس العالم 2022 بقطر وذلك في منافسات المجموعة السادسة. وقدم "الأسود" مردودا مقبولا أمام وصيفة البطل في 2018 بقيادة رجل المباراة لوكا مودريتش.

هل النتيجة إيجابية أم سلبية؟ يصعب الجواب على هذا السؤال لأن المنتخب المغربي قدم أداء جيدا وصنع فرصا سانحة للتسجيل أمام فريق قوي متماسك. وبالتالي فإن الأهم أن المغرب انتزع نقطة من وصيفة البطل في النسخة الأخيرة التي أقيمت في روسيا، سيكون لها وزنا وثقلا في مستقبل المجموعة السادسة التي تضم أيضا بلجيكا وكندا.

المعنى أنه تفادى الخسارة ليبقي على حظوظه متوفرة بالكامل عندما يواجه فريق "الشياطين الحمر" بزعامة إدين أزار وكيفين دو بروين.  

حضر الجمهور المغربي إلى ملعب "البيت" بقوة وقدم الدعم اللازم لمنتخبه منذ البداية أمام فريق مدجج بالأسماء المتميزة بقيادة اللاعب الكهل لوكا مودريتش نجم ريال مدريد ومارسيلو بروزوفيتش مهاجم إنتر ميلان.

وبدأ المدرب وليد الركراكي المواجهة بتشكيلة متماسكة ومنسجمة ضمت في خط الهجوم حكيم زياش لاعب تشلسي العائد لصفوف المنتخب بعد أن غاب خلال حقبة المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش، إلى جانب يوسف النصيري مهاجم إشبيلية وسوفيان بوفال. وفي الدفاع كان أشرف حكيمي ونصير المزراوي لاعب بايرن ميونيخ مع الثنائي سايس-أكرد، فيما خط الوسط كان متكونا من الثلاثي أوناهي-أمرابط-أملاح.

وكانت المناظرة عموما متكافئة بين الخصمين، إلا أنها مالت في غالبي الأحيان لـ "الأسود" الذين صنعوا فرصا سانحة للتسجيل، لا سيما بفضل نشاط زياش وحكيمي في الجناح الأيمن والذي زعزع ثقة الدفاع الكرواتي بزعامة لوفرين. أما ثنائي الجهة اليسرى، مزراوي وبوفال، فقد ظل خجولا.

وسدد زياش عدة مرات صوب المرمى لكنه فشل في كل محاولاته هز شباك الحارس ليكاكوفيتش، وكانت فرصة كبير في الدقيقة 21 إلا أنه سدد في الدفاع ما تسبب باستياء حكيمي الذي يحسن تسديد الضربات الحرة كما تأكد ذلك في كأس الأمم الأفريقية 2022 بالكاميرون.

لكن في نهاية الشوط الأول كادت كرواتيا تسجل هدف التقدم عن طريق فلازيتش ثم مودريتش، ليعلن الحكم الأرجنتيني فيرناندو أندريس راباليني العودة لغرف تبديل الملابس بنتيجة سلبية لم ترض الطرفين.

وعاد الفريقان بعزيمة أقوى إذ قام بوفال بهجمة خطرة في الدقيقة الخمسين تصدى لها دفاع كرواتيا بصعوبة، ثم رد زملاء مودريتش بهجمتين كادتا تعطيان التقدم لهم لولا تدخل الحارس بونو في كل مرة.

وخسر "أسود الأطلس" خدمات الظهير الأيسر مزراوي الذي تعرض للإصابة في الدقيقة 60 ودخل في مكان عطية الله. وفي الدقيقة الموالية، حصل المغرب على ضربة حرة نفذها حكيمي كاد يباغت بها حارس كرواتيا الذي تصدى للكرة بقبضة يد.

ومع دخول الزلزولي مكان بوفال، تعزز خط الهجوم المغربي وتحرك بشكل أكثر خاصة في ربع الساعة الأخير لكن من دون أن يشكل طرا على حارس مرمى كرواتيا. وسعت الأخيرة من جهتها فرض سيطرتها على مجريات الشوط الثاني ونجحت إلى حد ما إذ أنها فشلت في تهديد مرمى بونو.

وفي الأخير انتهت المواجهة بنقطة لكلا الطرفين، ما يشكل نتيجة منطقية نظرا لتقارب المستوى بينهما وتكافئهما في الفرص اشتراكهما في نية اللعب الهجومي.

بالتالي، فإن رجل المباراة الحقيقي هو الجمهور المغربي القوي، الذي صنع الفرحة بأهازيج مثيرة ملأت كل شبر من أطراف ملعب البيت الكبير.