قلق باكستاني من خطر انهيار السلطة في إيران وتحذير من الجماعات المسلحة
رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير يتوسط قادة للجيش. 3 ديسمبر 2023 - @OfficialPakArmy
أبدى رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير، خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، الأربعاء، مخاوفه من أن تستغل الجماعات المسلحة انهيار السلطة في طهران، وترفع من نشاطها على الحدود الباكستانية الإيرانية.
وتشن إسرائيل هجوماً على إيران، منذ الجمعة الماضي، بزعم القضاء على برنامج طهران النووي، ولكنها لم تخف رغبتها في إسقاط النظام الإيراني.
وتنشط جماعات مسلحة، مناهضة لإيران وباكستان، على جانبي الحدود التي يبلغ طولها 900 كيلومتر. كما تشعر باكستان أيضاً بالقلق إزاء سابقة إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية لدولة أخرى.
وبعد غداء الأربعاء في البيت الأبيض مع الجنرال عاصم منير، قال ترمب: "إنهم ليسوا سعداء بأي شيء"، في إشارة إلى وجهات نظر باكستان بشأن الصراع الإسرائيلي الإيراني.
بدوره ذكر الجيش الباكستاني، الخميس، أن ترمب وعاصم منير ناقشا الملف الإيراني، "مع التأكيد على أهمية حل النزاع".
وأدانت باكستان الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبرته "انتهاكاً للقانون الدولي".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، الخميس، إن "ما يحدث في البلد الشقيق إيران خطير جداً بالنسبة لنا"، معتبراً أن ذلك "يعرض الهياكل الأمنية الإقليمية بأكملها للخطر، ويؤثر علينا بعمق".
جماعات مسلحة ترحب باضطرابات إيران
وذكرت "رويترز" أن جماعات مسلحة على الحدود بين البلدين رحبت بالاضطرابات الحاصلة في إيران.
وقالت جماعة "جيش العدل"، التي تنشط في جنوب شرقي إيران وفي إقليم بلوشستان بغرب باكستان، إن الحرب التي تشنها إسرائيل "فرصة عظيمة".
وذكرت الجماعة في بيان: "يمد جيش العدل يد الأخوة والصداقة لجميع أبناء إيران ويدعو الجميع، وخاصة أبناء بلوشستان، وكذلك القوات المسلحة، للانضمام إلى صفوفه".
وسبق للجماعة، التي تصنفها واشنطن ودول غربية "تنظيماً إرهابياً"، أن شنت هجمات على قواعد للجيش والشرطة في إيران.
وعلى العكس من ذلك، تخشى باكستان من أن يسعى المسلحون من أقلية البلوش، المتمركزون في إيران، إلى تصعيد الهجمات أيضاً داخل أراضيها.
وقالت ماليهة لودهي، سفيرة باكستان السابقة في واشنطن لـ"رويترز": "هناك خوف من وجود مساحات غير محكومة، والتي ستكون أرضاً خصبة للجماعات الإرهابية".
وتتمتع باكستان بحدود غير مستقرة مع أفغانستان التي يديرها طالبان، وأيضاً مع الهند. وهي لا تريد إضافة جبهة متقلبة أخرى على حدودها الطويلة مع إيران.
وتُعرف منطقة الحدود الإيرانية الباكستانية بأنها مأهولة بعرقية البلوش، وهم أقلية في كلا البلدين تقول إنها "تتعرض للتمييز". في الجانب الباكستاني، تسمى المنطقة إقليم بلوشستان، وفي إيران تسمى سيستان وبلوشستان.
تحالفات إيران من الهند إلى باكستان
وترتبط إيران بعلاقات جيدة مع الهند، العدو اللدود لباكستان، كما أن إسلام أباد وطهران تبادلتا الضربات الجوية العام الماضي، حيث اتهم كل منهما الآخر بإيواء مسلحين بلوش.
لكن الهجوم الإسرائيلي على إيران قلب التحالفات، إذ لم تدن الهند حملة القصف الإسرائيلية.
كما قالت الصين إنها قلقة للغاية بشأن الوضع الأمني في بلوشستان، حيث تعد المنطقة محور برنامجها الاستثماري للبنية التحتية بمليارات الدولارات في باكستان، والذي يتركز على ميناء جوادر الجديد الذي تديره بكين.
واستهدفت الجماعات المسلحة البلوشية في باكستان في السابق، المشاريع الصينية.
على الجانب الإيراني من الحدود، اتهمت طهران في أوقات مختلفة باكستان وإسرائيل والولايات المتحدة بدعم الجماعات البلوشية المناهضة للسلطة.
وقالت سيمبال خان، المحللة المقيمة في إسلام أباد، لـ"رويترز"، إن المجموعات البلوشية المختلفة يمكن أن تتحول إلى حركة "بلوشستان الكبرى" التي تسعى إلى "إنشاء أمة جديدة من مناطق البلوش في باكستان وإيران." وأضافت: "سوف يقاتلون جميعاً معاً إذا تمدد الصراع".