روسيا تعزز قواتها "استعداداً لهجوم وشيك" في شرقي أوكرانيا

تعمل روسيا على إرسال عشرات الآلاف من قواتها إلى شرقي أوكرانيا، كجزء من هجوم مخطط له بعد 15 فبراير/ شباط الجاري، وفق الحاكم الأوكراني لمنطقة لوهانسك.

وقال سيرهي هايداي، الذي توقع تقدماً روسياً من ثلاث اتجاهات، "نشهد المزيد والمزيد من القوات الاحتياطية التي يتم نشرها في اتجاهنا".

وحذرت أوكرانيا مراراً من هجوم روسي وشيك. لكن هناك شكوك واسعة النطاق بشأن إمكانية تحقيق روسيا لنجاح كبير.

وقال تقرير استخباراتي بريطاني حديث إن هدف روسيا شبه المؤكد هو الاستيلاء على أجزاء من منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، التي لا تقع بالفعل تحت الاحتلال.

لكن بريطانيا قالت إنه "لا يزال من غير المحتمل أن تتمكن روسيا، من حشد القوات اللازمة للتأثير بشكل كبير على نتيجة الحرب، في غضون الأسابيع المقبلة".

وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن سبع بلدات أوكرانية "تم تحريرها" في الأسابيع الأخيرة، وإن العمليات تتقدم "بنجاح" في منطقتين أخريين هما باخموت وفوليدار.

ولمدة ستة أشهر، حاول المرتزقة الروس - الذين انضمت إليهم الآن القوات النظامية - الاستيلاء على مدينة باخموت الصغيرة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة.

الآن، يقول القائد الأوكراني، دينيس ياروسلافسكي، إن نحو ألفي مدني فقط لا يزالون موجودين في المدينة، وإن القوات الروسية استولت على أجزاء من شرق وشمال المدينة وتواصل المضي قدمًا.

وقال قائد قوة مجموعة فاغنر الروسية المرتزقة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن القوات الأوكرانية لم تتراجع في أي مكان بالمدينة، وإن معارك ضارية تدور في كل شارع ومنزل.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش يولي اهتماماً كبيراً لمحاولة روسيا تطويق باخموت. وقال ليلة الإثنين "نحن نواجههم".

وأعلن أنه تم تعيين قادة من ذوي الخبرة العسكرية في مناطق الحدود وخطوط المواجهة، والذين يمكنهم "إثبات أنفسهم" في مواجهة التهديدات الحالية من روسيا.

وقالت القوات الأوكرانية، الثلاثاء، إنها أسقطت طائرة روسية مقاتلة فوق باخموت، لكن لم يكن هناك تأكيد من مصدر مستقل.

وأحرزت القوات الروسية تقدماً ضئيلاً في أوكرانيا، منذ انسحابها من مدينة خيرسون الجنوبية الرئيسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. واستولوا الشهر الماضي على بلدة سوليدار شمال باخموت، بعد معركة ضارية.

وبعد مرور عام تقريباً على الغزو الروسي، تم تجنيد ما يقدر بنحو 300 ألف جندي احتياطي روسي في الأشهر الأخيرة، في محاولة لاختراق الخطوط الأمامية لأوكرانيا في الشرق. وقد يؤدي الاستيلاء على باخموت إلى تمكين القوات الروسية من الضغط نحو المدن الأكبر، مثل كراماتورسك وسلوفيانسك.

وقال هايداي إن فترة تدريب الجنود (الاحتياطيين) الروس التي استمرت شهرين على وشك الانتهاء، وستحتاج موسكو إلى حوالي 10 أيام لنقلهم إلى الجبهة لشن هجوم جديد. وأشار إلى أنهم في منطقة لوهانسك سوف يستهدفون بلدات: بيلوهوريفكا، كريمينا، وسفاتوف.

وناشد الرئيس زيلينسكي الدول الغربية الإسراع بإرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، لمساعدتها في صد الهجوم الروسي المتوقع.

ووافقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على إرسال صواريخ بعيدة المدى، ستُمكِّن أوكرانيا من مضاعفة مدى هجماتها الصاروخية.

وحذر وزير الدفاع الروسي من أن الأسلحة الثقيلة الغربية، التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا، تجر دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الصراع، و"يمكن أن تؤدي إلى مستوى لا يمكن التنبؤ به من التصعيد".