من الجباية إلى الجفاف: دولة ضد الحياة
عبدالوهاب قطران
الحياة كلها أخذٌ وعطاء، والعلاقات البشرية لا تستقيم إلا بتبادل المنفعة:
بين الأب وابنه، الزوج وزوجه، المواطن ودولته...
لكن السلطة في صنعاء وحدها، تأخذ كل شيء... ولا تعطي شيئًا!
تنهب المواطن باسم الدولة: ضرائب، جمارك، زكوات، رسوم، إتاوات، جبايات...
تخلس جلده، تمتص دمه، وتتركه يمشي في الطرقات عاري الكرامة معدوم الحق.
لا تعليم، لا صحة، لا كهرباء، لا ماء، لا مرتبات، لا طرقات، لا خدمات!
بل إنهم حولوا مؤسسات الدولة إلى "دكاكين تجارية" تبيع ما يجب أن يُمنح مجانًا أو شبه مجاني:
المدارس والجامعات، المستشفيات، الكهرباء، الاتصالات، المياه، الوقود، الغاز...
كلها أصبحت مصادر ربح وثراء فاحش.
الكهرباء الحكومية؟ الكيلو بـ230 ريالاً، وألف ريال اشتراك شهري!
ويُضاف إليها رسوم نظافة، وصندوق معلم، ومجلس محلي!
ثم لا خدمات، لا راتب، لا أمن، لا عدالة، لا دولة!
النتيجة؟
ركود اقتصادي خانق، كساد غير مسبوق، بطالة، جوع، فقر، هروب للاستثمارات ورؤوس الأموال...
وآخر المهاجرين رجل الأعمال الكبوس!
ولم تتوقف الكارثة عند الاقتصاد...
فالسماء جفّ ماؤها، والآبار نضبت، والمزروعات ماتت، والربيع مرّ دون مطر، والصيف بلا خيرات...
دخل اليوم "نجم العلب" أول نجوم الخريف، وما زال الجفاف والقحط سيد المشهد.
حتى صلاة الاستسقاء لم تجدِ نفعًا، لأن الله لا يُغيث الظالمين ولا يصلح عمل المفسدين!
إنها سلطة تُخالف سنن الكون ونواميس الحياة...
تأخذ كل شيء، ولا تعطي أي شيء.
وسلطة كهذه، لا بد أن تزول، وتندثر..
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك